صحة وطب » اليوم السابع

مفتاح النمو والتوازن السلوكى والنفسى.. فوائد تجنيها عند نوم طفلك مبكرا

لا يُعدّ النوم المبكر رفاهية في حياة الأطفال، بل هو أحد أهم العوامل التي تُبنى عليها صحتهم الجسدية والعقلية والعاطفية. فبينما يعتقد بعض الآباء أن تأخير نوم الطفل يمنحه فرصة للعب أو الدراسة، تؤكد الأبحاث الحديثة أن كل ساعة إضافية من السهر تُربك ساعة جسمه الحيوية وتؤثر على هرمونات النمو وتنظيم المزاج.

وفقًا لتقرير نشره موقع US News & World Report، فإن الأطفال الذين يخلدون إلى النوم في وقت مبكر يتمتعون بصحة أفضل، ونوم أكثر استقرارًا، وسلوك أكثر هدوءًا مقارنةً بأقرانهم الذين يسهرون ليلًا. ويشير التقرير إلى أن الالتزام بموعد نوم ثابت لا يقل أهمية عن نوعية الطعام أو النشاط البدني في تشكيل نمو الطفل السليم.

النوم المبكر... مفتاح لجسد متوازن
 

يبدأ تأثير النوم على جسم الطفل من الداخل. فمع حلول المساء، يبدأ الجسم في إفراز هرمون الميلاتونين الذي يُساعد على الاسترخاء والنوم العميق. وعندما يتأخر موعد النوم، يتأخر إفراز هذا الهرمون، ما يؤدي إلى اضطراب الإيقاع الحيوي، وتراجع كفاءة النمو الخلوي وإصلاح الأنسجة.
توضح دراسات متعددة أن الأطفال الذين ينامون بعد التاسعة مساءً بانتظام أكثر عرضة لزيادة الوزن، واضطرابات المزاج، وضعف التركيز في المدرسة. كما يُلاحظ لديهم انخفاض في الأداء الأكاديمي وصعوبة في التحكم في الانفعالات.

النوم المبكر يقي من الاستيقاظ الليلي المتكرر
 

من المفارقات أن الطفل الذي ينام متأخرًا لا ينام أكثر، بل يستيقظ مرات عديدة أثناء الليل. السبب هو أن الإرهاق الشديد يرفع منسوب هرمونات التنبيه مثل الكورتيزول، ما يجعل النوم خفيفًا ومتقطعًا. أما من ينام في وقت مبكر، فيدخل بسرعة في مراحل النوم العميق التي تُعيد توازن الدماغ وتدعم جهاز المناعة.

مقاومة أقل وصراخ أقل قبل النوم
 

حين يُصبح النوم عادة مريحة ومُتوقعة، تقلّ معارك وقت النوم الشهيرة. الطفل الذي يدرك أن موعد نومه ثابت يشعر بالأمان والانضباط، بينما يؤدي التأخير المستمر إلى اضطراب الإيقاع الداخلي وزيادة التوتر.
وقد أظهرت دراسة بجامعة كاليفورنيا أن قلة النوم تجعل الأطفال أكثر ميلاً للمشاحنات ونوبات الغضب في اليوم التالي، في حين أن الالتزام بروتين نوم مبكر ينعكس مباشرة على استقرارهم النفسي وسلوكهم الاجتماعي.

نوم الطفل المبكر يعني مساء أكثر هدوءًا للأسرة
 

حين ينام الصغار في مواعيد مناسبة، يستعيد الوالدان بعض الوقت الهادئ لأنفسهم، مما يخفف من الإرهاق ويُحسّن التواصل الأسري. فالنوم المبكر لا يفيد الطفل وحده، بل يعيد تنظيم إيقاع المنزل بأكمله.

كيف تُطبّقين روتين النوم المبكر بنجاح؟
 

اختاري موعدًا ثابتًا للنوم: يُفضَّل أن يكون بين السابعة والنصف والثامنة مساءً لمعظم الأطفال دون التاسعة.

راقبي علامات النعاس: فرك العينين، التثاؤب، الانزعاج… كلها إشارات إلى أن الجسم يستعد للنوم. لا تتجاهليها.

ابدئي روتينًا مهدئًا: إطفاء الأضواء تدريجيًا، قراءة قصة قصيرة، تنظيف الأسنان، وعناق دافئ قبل النوم.

أبعدي الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل: الضوء الأزرق الصادر من الأجهزة يؤخر إفراز الميلاتونين ويُربك الساعة البيولوجية.

ثابري على النظام: حتى في عطلات نهاية الأسبوع. فعدم الانتظام يُربك جسم الطفل ويؤثر على سلوكياته في النهار.

مستقبل أفضل يبدأ من سرير النوم

تؤكد الأبحاث أن الأطفال الذين ينشأون على روتين نوم منتظم أقل عرضة لاضطرابات النوم في المراهقة والبلوغ. كما أنهم يتمتعون بقدرة أعلى على التركيز، وسلوك أكثر استقرارًا، ووزن صحي.النوم المبكر ليس مجرد راحة قصيرة، بل هو استثمار طويل الأمد في نمو الطفل وسلامته العقلية والنفسية.

 

 




بتاريخ:  2025-11-25


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.
الاكثر مشاهدة
للاعلى تشغيل / ايقاف للاسفل