صحة وطب » اليوم السابع

لماذا ممارسة الرياضة فى الأربعينيات خطوة هامة للوقاية من الخرف؟

في ظل تزايد معدلات الإصابة بالخرف عالميًا، يزداد اهتمام العلماء بالبحث عن طرق وقائية فعّالة، لا تعتمد فقط على الأدوية أو التدخلات العلاجية، وفي دراسة علمية حديثة تستند إلى مشروع فرامنجهام للقلب وهو واحد من أطول وأضخم الدراسات الطبية في العالم كشف الباحثون أن النشاط البدني المنتظم في منتصف العمر قد يكون أحد أهم الأسلحة التي نملكها لحماية الدماغ من التدهور المعرفي وأمراض مثل الزهايمر.

نشرت نتائج الدراسة في مجلة JAMA Network Open، وأكدت أن الأشخاص بين 45 و64 عامًا الذين يحافظون على ممارسة الرياضة بشكل مستمر يُقلّلون خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 45%، ولا يتوقف الأمر على الفوائد الصحية العامة، بل يمتد ليشمل وظائف الدماغ والذاكرة وقدرة العقل علالتكيف مع التقدم في العمر.

الدراسة التي تابعت آلاف المشاركين على مدار عقود راجعت عوامل مؤثرة مثل التدخين، الوزن، ضغط الدم، مستويات الكوليسترول، السكري، وحتى العوامل الجينية. ورغم هذا الكم الكبير من المؤثرات، ظلّ النشاط البدني العامل الأكثر ارتباطًا بالحماية من الخرف.

 

لماذا يُعتبر منتصف العمر الفترة الذهبية لحماية الدماغ؟

يشير الباحثون إلى أن الأربعينيات والخمسينيات ليست فقط مرحلة انتقالية في أسلوب الحياة، بل هي "نافذة زمنية" يستطيع فيها الدماغ بناء ما يسمى بـ الاحتياطي المعرفي—وهو القدرة التي يمتلكها العقل لتحمّل التلف أو الضمور المرتبط بالعمر دون ظهور أعراض واضحة مبكرًا.

الرياضة في هذا العمر تساعد على:

تحسين تدفق الدم إلى الدماغ

تقليل الالتهابات المزمنة

دعم صحة الأوعية الدموية

إبطاء تراكم البروتينات الضارة المرتبطة بالزهايمر

تعزيز نمو وصلات عصبية جديدة

هذه العمليات الحيوية تجعل الدماغ أقل عرضة للتدهور، حتى مع التقدم في العمر.

 

ما نوع التمارين الأكثر فعالية للوقاية من الخرف؟

توضح الدراسة أن التمارين المتوسطة إلى الشديدة هي الأكثر تأثيرًا، وتشمل:

المشي السريع

الركض

ركوب الدراجات

السباحة

الرقص

التمارين الهوائية


وتوصي الإرشادات الصحية العالمية بممارسة 150–300 دقيقة أسبوعيًا من التمارين المعتدلة، أو ما يعادلها من التمارين الأعلى شدة.

 

هل فات الأوان لبدء ممارسة الرياضة؟

الخبر الجيد أن الفائدة لا ترتبط بالبدايات المبكرة حتى الأشخاص الذين لم يمارسوا الرياضة في شبابهم يستطيعون تقليل خطر الخرف إذا بدأوا في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر.

التغيير البسيط في نمط الحياة—مثل زيادة عدد خطوات المشي يوميًا أو ممارسة نشاط بدني محبّب—يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا مع مرور الوقت.

تطبيق النتائج في الحياة اليومية

للاستفادة من هذه النتائج، ينصح الخبراء بـ:

اعتماد المشي اليومي كعادة ثابتة

التحرك كل ساعة لمنع الجلوس لفترة طويلة

اختيار هوايات نشطة مثل السباحة أو الرقص

تحديد جدول أسبوعي ثابت للرياضة

استخدام السلالم بدلًا من المصعد

دمج الأسرة في أنشطة حركية ممتعة

هذه الخطوات ليست لحماية الجسم فقط، بل لحماية العقل أيضًا.




بتاريخ:  2025-11-25


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.
الاكثر مشاهدة
للاعلى تشغيل / ايقاف للاسفل