يشهد العالم ارتفاعًا سريعًا في معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، أسرع من أي نوع آخر من السرطان، خاصة بين الشباب وفقًا للخبراء، هناك عدة عوامل وراء هذا الارتفاع، تشمل التعرض للإشعاع في مرحلة الطفولة، والتحسن في تقنيات التشخيص الطبي مثل الموجات فوق الصوتية، وزيادة معدلات السمنة، ورغم أن معظم حالات سرطان الغدة الدرقية قابلة للعلاج، إلا أن الإفراط في التشخيص أصبح مصدر قلق للعديد من الأطباء، بسبب العمليات الجراحية والعلاجات غير الضرورية التي قد تُجرى للمرضى، وفقا لموقع تايمز ناو.

أهمية الغدة الدرقية ودورها في الجسم

الغدة الدرقية هي غدة صماء صغيرة على شكل فراشة تقع في قاعدة العنق أسفل تفاحة آدم مباشرةً. تُفرز هرمونات تنظم معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، ووزن الجسم. يبدأ سرطان الغدة الدرقية عندما تنمو خلايا الغدة بطريقة غير طبيعية، مسببة ورمًا قد يغزو الأنسجة المحيطة أو ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

أسباب ارتفاع حالات سرطان الغدة الدرقية:

1. التعرض للإشعاع: أظهرت الأبحاث أن التعرض لكميات كبيرة من الإشعاع في مرحلة الطفولة يزيد خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. بعد حادثة تشيرنوبيل النووية عام 1986، شُخّص العديد من الأطفال في بيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا بالمرض، كما أن الناجين من القنبلة الذرية في اليابان سجلت حالات مشابهة.

2. تحسين وسائل التشخيص: مع التطور الطبي، أصبح الأطباء قادرين على اكتشاف عقيدات صغيرة جدًا في الغدة الدرقية عبر الموجات فوق الصوتية، ما أدى إلى زيادة معدل التشخيص حتى للحالات غير الخطيرة.

3. السمنة وزيادة الوزن: تشير الدراسات إلى أن الأشخاص ذوي مؤشر كتلة الجسم المرتفع أكثر عرضة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية بنسبة تزيد عن 50% مقارنة بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، خصوصًا بين الأطفال والمراهقين.

المخاطر المرتبطة بالإفراط في التشخيص:

على الرغم من أن معظم سرطانات الغدة الدرقية بطيئة النمو وقابلة للشفاء، إلا أن الإفراط في التشخيص قد يؤدي إلى تدخلات طبية غير ضرورية، مثل استئصال الغدة الدرقية بالكامل، مما قد يُسبب مضاعفات مثل شلل الحبال الصوتية أو آثار جانبية لعلاجات اليود المشع.

أنواع سرطان الغدة الدرقية:
يوجد أربعة أنواع رئيسية:

الحليمي

الجريبي

النخاعي

الأرومي

يتم تحديد النوع من خلال شكل الخلايا تحت المجهر، وهو عامل مهم لتحديد خطة العلاج المناسبة لكل مريض.

علامات وأعراض سرطان الغدة الدرقية:

ظهور كتلة غير مؤلمة في الرقبة أو عقيدة الغدة الدرقية

تورم الرقبة أو تضخم الغدد الليمفاوية

بحة الصوت المستمرة

صعوبة في البلع أو التنفس

نصائح الوقاية

ينصح الأطباء بإجراء فحوص دورية للغدة الدرقية، خاصة عند الأشخاص المعرضين لعوامل الخطر مثل التعرض للإشعاع أو السمنة. الحفاظ على وزن صحي، اتباع نمط حياة صحي، والكشف المبكر باستخدام الفحوص الحديثة يمكن أن يقلل من مضاعفات المرض ويحسن فرص الشفاء