صحة وطب » اليوم السابع

إشارات خفية يرسلها جسدك تخبرك بأنك تحتاج للمزيد من ساعات النوم

قد يظن البعض أن الحاجة إلى النوم تُقاس فقط بعدد ساعات الراحة في الليلة السابقة، لكن الجسد يمتلك لغة أدق من ذلك بكثير. فهو لا يتحدث بالكلمات، بل يُرسل إشارات صغيرة ومتكررة تُنبّهك إلى أنك تستنزف طاقتك وتتجاهل حاجتك الطبيعية للنوم. من تراجع الرغبة في التواصل وحتى تغير الشهية والمزاج، يمكن لهذه العلامات أن تكشف عن إرهاق خفي يتسلل إلى صحتك دون أن تلاحظه.

وفقًا لتقرير نشره موقع Psychology Today، فإن الحرمان المزمن من النوم لا يظهر دائمًا في شكل تعب ظاهر أو نعاس شديد، بل قد يُعبَّر عنه من خلال اضطرابات في الهرمونات والمزاج والوظائف الحيوية، تؤثر على الجسم والعقل في الوقت نفسه. ويشير المتخصص في علم النوم الدكتور مايكل جيه بريوس إلى أن الإشارات التي يرسلها الجسم عند نقص النوم قد تكون خفية، لكنها دقيقة ومستمرة، ولا ينبغي تجاهلها.

 

1. النوم الفوري بعد ملامسة الوسادة

قد يبدو الانغماس في النوم فور الاستلقاء علامة على الراحة، لكنه في الواقع دليل على حرمان الجسم المزمن من النوم. من الطبيعي أن يستغرق الإنسان نحو عشر إلى عشرين دقيقة ليبدأ في النوم، أما الدخول في النوم خلال ثوانٍ فيُشير إلى حالة من الإنهاك العصبي وتراكم الإرهاق.

 

2. تراجع الرغبة الجنسية

قلة النوم تُخلّ بتوازن الهرمونات، فتؤثر على إفراز التستوستيرون والإستروجين، وهما عنصران أساسيان في الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء. النساء تحديدًا أكثر تأثرًا، إذ يتفاعل الإرهاق مع التغيرات الهرمونية الشهرية أو فترات الحمل وانقطاع الطمث، ما يؤدي إلى فتور عام في الطاقة والرغبة. كما أن قلة النوم ترفع هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، مما يجعل الجسم أقل استجابة للمحفزات العاطفية والجسدية.

 

3. عطش غير مبرر

قلة النوم قد تعني أيضًا نقصًا في ترطيب الجسم. فخلال مراحل النوم العميق، يفرز الجسم هرمون الفازوبريسين الذي يساعد على الاحتفاظ بالسوائل ومنع الجفاف. لكن عند اضطراب النوم، يتعطل هذا النظام، فيفقد الجسم قدرته على حفظ توازنه المائي، مما يسبب جفاف الفم والعينين والشعور بالعطش المستمر.

 

4. ميل متزايد للأطعمة الدسمة

النوم غير الكافي يربك إشارات الجوع والشبع. إذ ترتفع مستويات الغريلين، وهو الهرمون الذي يدفع إلى تناول الطعام، بينما ينخفض الليبتين الذي يُرسل إشارة الامتلاء للمخ. النتيجة هي رغبة مستمرة في تناول أطعمة غنية بالدهون والسكريات. ومع انخفاض الطاقة الناتجة عن قلة النوم، تقلّ ممارسة النشاط البدني، فيحدث خلل تدريجي في الوزن والتمثيل الغذائي.

 

5. قلق وتوتر غير مبررين

النوم ليس راحة للجسد فقط، بل هو صيانة يومية للمخ. خلال ساعات النوم العميق، يُعيد الدماغ تنظيم الذاكرة العاطفية ويقلل من استجابة التوتر. وعندما يحرم الإنسان من هذه المرحلة، يصبح أكثر عرضة للشعور بالقلق، وفقدان الصبر، وصعوبة التركيز. وقد أظهرت الدراسات أن اضطرابات النوم ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بالاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.

 

كيف تُعيد توازن نومك

العودة إلى نوم صحي لا تتطلب حلولًا معقدة. فالمتابعة المنتظمة لعادات النوم كفيلة بالكشف عن أنماط الخلل. ينصح الخبراء بكتابة مذكرات للنوم تشمل مواعيد النوم والاستيقاظ، وعدد مرات الاستيقاظ الليلي، ومدى النشاط في الصباح. كما يُستحسن تثبيت وقت محدد للنوم والاستيقاظ يوميًا، وتجنب الإضاءة الشديدة أو استخدام الشاشات قبل ساعة من موعد النوم.

إذا استمرت الصعوبات رغم الالتزام بهذه التوصيات، فاستشارة مختص في طب النوم ضرورية. فبعض اضطرابات التنفس الليلي أو اضطرابات الساعة البيولوجية تحتاج إلى تقييم طبي دقيق لتحديد العلاج المناسب.




بتاريخ:  2025-11-23


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.
الاكثر مشاهدة
للاعلى تشغيل / ايقاف للاسفل