الشعور بالجوع بين الحين والآخر أمر طبيعي تمامًا، فجسمك يحتاج إلى الطعام للحصول على الطاقة، ولكن إذا لاحظت أنك تشعر بالجوع باستمرار، حتى بعد تناول الطعام مباشرةً، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة أعمق، حيث يُطلق الأطباء على هذه الحالة اسم "نهم الجوع الشديد والمستمر"، وقد يشير أحيانًا إلى مشكلات صحية كامنة، حسبما أفاد تقرير موقع "ND-TV".

يؤثر الجوع المزمن على مزاجك وتركيزك وروتينك اليومي، مما يزيد من صعوبة الحياة، لذلك فإن فهم سبب استمرار جسمك في إرسال إشارات الجوع هذه سيساعدك على اتخاذ خيارات غذائية أذكى، والتحكم في رغباتك الشديدة في تناول الطعام، ومعالجة أي مشكلات صحية محتملة قبل أن تتفاقم، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين صحتك العامة.

فهم الجوع المستمر.. من مرض السكري وانخفاض نسبة السكر في الدم إلى التوتر والنظام الغذائي.. أسباب وراء شعورك بالجوع باستمرار:
 

مرض السكري
 

يُعد داء السكري أحد الأسباب الطبية الرئيسية للشعور الدائم بالجوع، وفي هذه الحالة، يواجه الجسم صعوبة في تحويل السكر (الجلوكوز) من الطعام إلى طاقة تستخدمها الخلايا، لأنه عندما لا تحصل الخلايا على ما يكفي من الجلوكوز يُرسل الجسم إشارات الجوع، مما يدفعك إلى تناول المزيد من الطعام.

وقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة الغدد الصماء السريرية والأيض أن الأشخاص الذين انخفض لديهم مستويات السكر في الدم قبل الوجبة شعروا بجوع أكبر بكثير، ويميلوا إلى تناول المزيد من الطعام، ويُظهر هذا أنه عندما لا يستطيع الجسم استخدام السكر بشكل صحيح، فإنه يحاول بشكل طبيعي الحصول على المزيد من الطاقة عن طريق زيادة الشهية.

تشمل الأعراض التي قد تصاحب الجوع المرتبط بمرض السكري ما يلي:

التعب.
العطش الشديد.
كثرة التبول.
فقدان الوزن غير المبرر.
عدم وضوح الرؤية.
الجروح أو الكدمات بطيئة الشفاء.
وخز أو خدر في اليدين أو القدمين.

انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص سكر الدم)
 

يحدث نقص سكر الدم عندما ينخفض مستوى السكر في الدم بشكل كبير، ورغم ارتباطه غالبًا بمرض السكري، إلا أنه قد ينتج أيضًا عن اضطرابات الكبد، أو مشكلات الكلى، أو أورام البنكرياس الأنسولينية، أو اختلالات هرمونية في الغدة الكظرية أو النخامية.

وتشمل أعراض انخفاض سكر الدم ما يلي:

القلق أو العصبية.
سرعة ضربات القلب.
بشرة شاحبة.
اهتزاز أو ارتعاش.
التعرق.
وخز حول الفم.
الارتباك أو الكلام غير الواضح.

وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي نقص سكر الدم إلى شعورك بالجوع الشديد، وقد يحتاج جسمك إلى مصادر سريعة للطاقة مثل الوجبات الخفيفة أو المشروبات السكرية.

قلة النوم
 

يؤثر الحرمان من النوم على هرموني الجريلين واللبتين، اللذين يتحكمان بالجوع والشبع، وعند عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة، يرتفع مستوى الجريلين (مما يُحفز الشهية)، بينما ينخفض مستوى اللبتين (مما يُقلل الشعور بالشبع)، وتشمل عواقب الحرمان من النوم ما يلي:

زيادة الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو السكر.
زيادة الوزن.
انخفاض اليقظة والتركيز.
تقلبات المزاج والانفعال.
التعب أثناء النهار.

ويمكن أن يؤدي الحرمان المزمن من النوم إلى تعطيل العمليات الأيضية، مما يدفع جسمك إلى إرسال إشارة الجوع حتى عندما يتم تلبية احتياجات الطاقة.

التوتر
 

يُحفز التوتر إفراز هرمون الكورتيزول، الذي قد يزيد الشهية والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة المُريحة، حيث ينجذب الكثير من الأشخاص الذين يعانون من التوتر إلى الأطعمة الغنية بالسكر والدهون كوسيلة للتكيف، وقد تشمل الأعراض الأخرى المرتبطة بالتوتر ما يلي:

الصداع.
اضطراب في المعدة.
اضطرابات النوم.
الانفعال أو نوبات الغضب.
التعب.

ويمكن أن يؤدي التوتر أيضًا إلى تناول الطعام بدافع عاطفي أو دون وعي، حيث تتناول الطعام دون الانتباه لإشارات الجوع، ويمكن لأساليب مثل الأكل الواعي، والتأمل، وتمارين التنفس العميق، والنشاط البدني المنتظم أن تساعد في السيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام الناتجة عن التوتر وتقليل استهلاك السعرات الحرارية غير الضرورية.

النظام الغذائي واختيارات الطعام
 

ليست كل الأطعمة متساوية في قدرتها على الشبع، فالأطعمة الغنية بالبروتين والألياف والدهون الصحية تُشعرك بالشبع لفترة أطول، ومن الأمثلة على ذلك:

اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والبيض.
الفاصوليا والعدس والبقوليات.
الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات.
المكسرات والبذور.

ومن ناحية أخرى، قد تُسبب الكربوهيدرات المُكررة والمعجنات والخبز الأبيض والوجبات السريعة والأطعمة المُصنعة شعورًا بالجوع بعد تناولها مباشرةً، حيث تُهضم هذه الأطعمة بسرعة، مما يُسبب ارتفاعًا حادًا في سكر الدم يتبعه انخفاض سريع، مما يُحفز إشارات الجوع.

اضطرابات الغدة الدرقية
 

يمكن أن يُعزز فرط نشاط الغدة الدرقية عملية الأيض ويحفز الشهية، ويحرق جسمك السعرات الحرارية أسرع من المعتاد، مما قد يؤدي إلى الشعور المستمر بالجوع وفقدان الوزن غير المبرر، وتشمل العلامات الأخرى لاختلال توازن الغدة الدرقية ما يلي:

ضربات قلب سريعة.
العصبية أو القلق.
التعرق المفرط.
ضعف العضلات.
العطش غير المبرر.

مشروبات الصودا الدايت
 

المشروبات الغازية الخالية من السكر أو الدايت قد تزيد من الشعور بالجوع، على نحو متناقض، حيث تُخدع المُحليات الصناعية الدماغ بتوقع سعرات حرارية لا تصل أبدًا، مما قد يُحفز الرغبة الشديدة في تناول الطعام والإفراط في تناوله، وقد تشمل الآثار الأخرى، الصداع والرغبة الشديدة في تناول السكر، وقد يُساعد استبدال المشروبات الغازية الدايت بالماء أو مشروبات الأعشاب أو الماء المُنكه طبيعيًا على التحكم في الشهية وتقليل تناول السعرات الحرارية غير الضرورية.

الجفاف

أحيانًا يُخلط بين العطش والجوع، حيث يرسل جسمك إشارات متشابهة لكليهما، مما يسهل الخلط بينهما، وتشمل علامات الجفاف ما يلي:

الدوخة والتعب.
البول الداكن اللون.
انخفاض التبول.

إن شرب كوب من الماء قبل أو أثناء تناول الطعام يمكن أن يساعد في التمييز بين الجوع الحقيقي والعطش، وتقليل السعرات الحرارية، ودعم الترطيب العام.

النشاط البدني
 

تزيد التمارين الرياضية من استهلاك الطاقة، مما يُحفز الشهية بشكل طبيعي، ومع أن هذه الاستجابة صحية، إلا أن التمارين المكثفة أو المطولة قد تُسبب أحيانًا جوعًا مفرطًا، ويُساعد الجمع بين التمارين الرياضية وتناول وجبات خفيفة غنية بالبروتين أو وجبات متوازنة على منع الإفراط في تناول الطعام وضمان حصول جسمك على العناصر الغذائية اللازمة للتعافي والعمل بشكل سليم.