قد يكون النوم بصعوبة أو الاستيقاظ متعبًا كل صباح أمرًا مرهقًا، خاصةً بعد محاولة تعديل روتينك اليومي، أو الحد من وقت استخدامك للشاشات، أو تعديل نظامك الغذائي، ومن الأسباب التي غالبًا ما يتم إغفالها نقص الفيتامينات، حيث يعتمد جسمك على إمداد ثابت من الفيتامينات والمعادن الأساسية لتنظيم الهرمونات، وإدارة التوتر، وإصلاح الأنسجة، والحفاظ على دورة نوم واستيقاظ صحية، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وعندما ينخفض مستوى أيًا من هذه العناصر الغذائية عن المستويات المثلى، فقد يؤدي ذلك إلى تعطل إنتاج الميلاتونين، وزيادة الالتهاب، أو التأثير على المزاج، مما يُصعب الحصول على نوم عميق ومريح، ويعاني الكثير من الناس دون علمهم من نقص في الفيتامينات، مما يؤثر على مدة نومهم، ومدى راحتهم، ومدى شعورهم بالانتعاش في اليوم التالي، لذلك فإن فهم هذه النواقص يمكن أن يساعدك في معالجة السبب الجذري لمشكلات النوم لديك.
فيما يلى.. نقص 5 فيتامينات يؤثر على جودة النوم وتسبب الأرق ليلًا:
نقص فيتامين د
يلعب فيتامين د دورًا رئيسيًا في الحفاظ على مستويات الطاقة، وتوازن المناعة، وإيقاع النوم والاستيقاظ، ويُعد انخفاض مستوياته أمرًا شائعًا للغاية، خاصةً لدى الأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم في الأماكن المغلقة أو يتعرضون لأشعة الشمس بشكل محدود، وعندما تنخفض مستويات فيتامين د، قد تشعر بأعراض مثل التعب خلال النهار، ومع ذلك لا تزال تجد صعوبة في النوم ليلًا.
ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة أبحاث النوم قام الباحثون بمراجعة تسع دراسات شملت 9397 مشاركًا، وخلصوا إلى أن نقص فيتامين د يزيد بشكل كبير من خطر اضطرابات النوم، وسوء نوعية النوم، وقصر مدة النوم.
وقد يُساعد تحسين نظامك الغذائي، من خلال تناول الأطعمة المُدعمة بالفيتامينات، والأسماك الزيتية، والبيض، والتعرض لأشعة الشمس بشكل كاف، على استعادة أنماط نوم أفضل، كما يُمكن أن تُفيد المُكملات الغذائية، ولكن يُفضل التأكد من نقصها من خلال إجراء فحص قبل البدء بأي نظام غذائي أو تناول أي مكملات.
نقص الأحماض الدهنية أوميجا 3
تساعد أحماض أوميجا 3 الدهنية على تنظيم هرمونات التوتر، وتقليل الالتهابات، ودعم صحة القلب والدماغ، وكلها عوامل تؤثر على النوم، ويمكن أن يؤدي نقص أحماض أوميجا 3 إلى زيادة استجابات التوتر واختلال توازن الهرمونات، مما يُصعب الاسترخاء قبل النوم، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Sage.
وقد أفادت دراسات أن انخفاض مستويات أوميجا 3 يرتبط بانخفاض جودة النوم، وقصر مدته، وزيادة الالتهابات، وكلها عوامل تؤثر على الشعور بالراحة، ويمكنك زيادة مستويات أوميجا 3 بشكل طبيعي بتناول بذور الكتان، وبذور الشيا، والجوز، والأسماك الزيتية، وغيرها من الأطعمة الغنية بأوميجا 3.
نقص السيلينيوم
السيلينيوم هو معدن أساسي يُساهم في حماية الجسم ويدعم وظائف الغدة الدرقية، والصحة الأيضية، وكلها عوامل تُؤثر على تنظيم النوم، وقد يكون الأشخاص الذين يتبعون حميات غذائية نباتية أو نباتية صرفة، أكثر عُرضة لانخفاض مستويات السيلينيوم لأن العديد من أغنى مصادره تعتمد على المأكولات البحرية، كما يُمكن أن يُساهم نقص السيلينيوم في أعراض مثل الإرهاق، واضطرابات المزاج، وضعف المناعة، مما يُؤثر سلبًا على جودة النوم واليقظة أثناء النهار.
وقد يرتبط نقصه بأنماط نوم غير منتظمة أو صعوبة في البقاء نائمًا، وقد يُساعد ضمان تناول كمية كافية من السيلينيوم من خلال أطعمة مثل جوز البرازيل، وبذور دوار الشمس، والحبوب الكاملة، والتونة، والروبيان على استعادة إيقاع نوم أكثر استقرارًا، وغالبًا ما يكفي تناول حبة أو حبتين من جوز البرازيل يوميًا لتلبية الكمية المُوصى بها بشكل طبيعي.
نقص فيتامين سي
على الرغم من أن فيتامين سي معروف بدعمه للمناعة، إلا أنه يلعب دورًا أيضًا في التوازن الهرموني، وتكوين الكولاجين، وتقليل الالتهابات، وهي عوامل تؤثر على جودة النوم، ويمكن أن يُسهم انخفاض مستويات فيتامين سي في الشعور بعدم الراحة، وتورم المفاصل، وتقلبات المزاج، وزيادة الإجهاد التأكسدي، وكلها عوامل تُصعب النوم، ويؤدي النقص الحاد إلى الإصابة بالإسقربوط، ولكن حتى النقص الطفيف يمكن أن يؤثر على مدة النوم وجودته.
وقد نشرت دراسة في PubMed Central أشارت باستخدام بيانات المسح الوطني للصحة والتغذية، إلى أن انخفاض مستويات فيتامين سي في المصل يرتبط بشكل كبير بارتفاع خطر صعوبات النوم، مما يشير إلى أن فيتامين سي الكافي قد يدعم أنماط النوم الصحية.
نقص فيتامين ب6
يدعم فيتامين ب6 الجوانب العقلية والجسدية للنوم، فهو يساعد الجسم على إنتاج السيروتونين والميلاتونين، وهما الهرمونان اللذان ينظمان المزاج ودورة النوم، وقد يُسهم انخفاض مستويات فيتامين ب6 في الأرق والانفعال وسوء المزاج.
ومن المثير للاهتمام أن فيتامين ب6 يؤثر أيضًا على الأحلام، فنقصه قد يُقلل من تذكرها، بينما قد يُعزز تناوله بكميات كافية الأحلام الواضحة، ولتحسين مستويات فيتامين ب6 لديك بشكل طبيعي، أضف أطعمة مثل الموز والبطاطس والدواجن والأسماك والسبانخ والجزر ومنتجات الألبان (باستثناء الحليب) إلى نظامك الغذائي اليومي.
وإذا كنت تشك في أن نقص العناصر الغذائية قد يؤثر على نومك، فمن الضروري فحص مستوياتك قبل البدء بتناول المكملات الغذائية، فقد تتداخل العديد من الأعراض مع مشكلات صحية أخرى، لذلك يضمن لك التوجيه المهني معالجة السبب بدقة وأمان، ومع توازن العناصر الغذائية الصحيح، ويستطيع جسمك تنظيم الهرمونات بشكل أفضل، واستعادة الطاقة، ودعم النوم العميق والمنعش الذي تحتاجه كل ليلة.
بتاريخ: 2025-11-22
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.