أخر الأخبار » العربي

تونس: احتجاجات جديدة في قابس للمطالبة بتفكيك المجمع الكيميائي

جدد المواطنون في مدينة قابس، جنوب شرقي تونس، ظهر الجمعة، احتجاجاتهم الشعبية ضد المجمع الكيميائي، مؤكدين تمسكهم بمطلب تفكيك وحداته وإنهاء مسار خمسين عاماً من التلوث. وأعلن نشطاء حراك "أوقف التلوث" أن الاحتجاجات تدخل جولتها الثالثة تحت عنوان "الروندة الثالثة"، حيث انطلقت المسيرة من منطقة سوق جارة نحو منطقة النزلة، التي تُعد من أكثر الأحياء تضرراً من الانبعاثات الغازية التي يفرزها المجمع. وقال المتحدث باسم الحراك خير الدين دبيّة إن المرحلة الجديدة من التحركات الاحتجاجية ضد المجمع تُرفع تحت شعار "الثبات والحسم". وأوضح دبيّة أن اختيار مسار التحرك الاحتجاجي من سوق جارة إلى منطقة النزلة جاء لأنها التجمع السكني الأقرب إلى المجمع والأكثر تضرراً، حيث يعاني سكانها من انتشار الأمراض والإصابات المتكررة بحالات الاختناق الناجمة عن الاستنشاق المستمر للغازات السامة المنبعثة من وحداته. وأضاف أن "منطقة النزلة حيّ سكني قديم يعود تأسيسه إلى ما قبل إنشاء المجمع الكيميائي قبل خمسين عاماً، وقد عانى سكانه طويلاً من مخلفات التلوث، لكنهم ما زالوا يحلمون بتغيير واقعهم واستنشاق هواء نظيف". ويرى دبيّة أن "التلوث ليس قدراً محتوماً على قابس، مشدداً على أن الوقت قد حان لفرض العدالة البيئية وتخليص السكان من كابوس المجمع الذي يجثم على صدورهم منذ عقود". وتابع قائلاً: "اتخذ المواطنون قرارهم ولن يتراجعوا عن مطلب تفكيك المجمع، ولن تتوقف الاحتجاجات ما لم يتم الإعلان عن إجراءات وقف تشغيل الوحدات الملوِّثة بشكل نهائي وتفكيكها، التزاماً بالقرار الحكومي الصادر عام 2017". ففي 29 يونيو/حزيران 2017، صدر قرار حكومي عقب انعقاد مجلس وزاري يقضي بتفكيك الوحدات الملوِّثة التابعة للمجمع الكيميائي، غير أن هذا القرار ظل مؤجلاً دون تنفيذ، وهو ما يعتبره حراك "أوقف التلوث" استمراراً في تغليب منطق الربح الصناعي على حساب سلامة المواطنين. وبحسب دبيّة، يجمع أهالي قابس على أن الوقت قد حان لاستعادة حقهم في هواء نظيف وبيئة سليمة، بعدما قضت مخلفات المجمع على معظم أشكال الحياة البرية والبحرية في المنطقة التي تحتاج إلى سنوات طويلة لتجاوز آثار الدمار البيئي. وخلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2025، سجلت أحياء قابس مئات حالات الاختناق في صفوف المواطنين والتلاميذ، نتيجة حوادث متكررة لتسرب الغازات السامة المنبعثة من وحدات المجمع الكيميائي، ما دفع الأهالي إلى النزول إلى الشوارع وشن إضراب عام شامل في المحافظة. ويحظى الحراك البيئي في قابس بمساندة واسعة من مواطنين في العاصمة تونس ومن تونسيين في المهجر، حيث تظاهر مئات الأشخاص في العاصمة، السبت الماضي، أمام المقر الرئيسي للمجمع الكيميائي، كما نظم نشطاء تونسيون في العاصمة الفرنسية باريس، الأحد الماضي، وقفة احتجاجية دعمًا للحراك البيئي ومطالبة بالاستجابة الفورية لمطلب "تفكيك الوحدات". وأشار تقرير صادر عن المفوضية الأوروبية في مارس/آذار 2018 إلى أن 95% من تلوث الهواء في قابس مصدره المجمع الكيميائي، الذي يغذي سماء المدينة بحمض الكبريت وأكسيد الكربون ومواد سامة أخرى دمّرت المنظومة الفلاحية وأثقلت أجساد السكان بالأمراض. كما أكد التقرير أن خليج قابس يُصنف ضمن المناطق الساخنة الملوثة حسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، موضحاً أن التلوث في المدينة ثلاثي الأبعاد، إذ يشمل الماء والهواء والتربة، ما يجعل من أزمة قابس البيئية واحدة من أخطر الأزمات في شمال أفريقيا.
بتاريخ:  2025-10-31


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.
الاكثر مشاهدة
للاعلى تشغيل / ايقاف للاسفل