أخر الأخبار » العربي

بدء توقف صرف مساعدات الطعام لنحو 42 مليون أميركي

يستيقظ نحو 42 مليون أميركي من ذوي الدخل المحدود، اليوم السبت، دون دخول أموال المساعدات الغذائية التي يحصلون عليها من الحكومة الفيدرالية في حساباتهم، وذلك بسبب إغلاق الحكومة وبالتالي عدم صرف مخصصات مالية، ورفض إدارة الرئيس دونالد ترامب استخدام احتياطي الطوارئ البالغة قيمته مليارات الدولارات لدعم برنامج قسائم الطعام (food stamps) أو ما يطلق عليه حاليا المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP)، وهو أكبر برنامج لمكافحة الجوع في الولايات المتحدة. بينما تحاول بعض الولايات توفير هذه المبالغ مؤقتا للمستفيدين من أموالها الخاصة. ورغم أمر قاض فيدرالي أمس الجمعة، إدارة ترامب بمواصلة دفع أموال هذا البرنامج، سعيا إلى تجنيب ملايين الأميركيين من ذوي الدخل المنخفض من فقدان استحقاقاتهم، إلا أنه حتى في حال عدم طعن الإدارة على القرار فإن دخول الأموال لحسابات المواطنين سيستغرق بضعة أيام. وكان حكم القاضي هو الثاني الذي صدر يوم الجمعة، وخلص الحكمان إلى أن الإدارة تصرفت بشكل غير قانوني بعد رفضها استخدام احتياطي الطوارئ السابق إقراره من قبل الكونغرس. ولا يزال بإمكان وزارة العدل الاستئناف على الحكم مما قد يؤدي لمزيد من تأخير المساعدات. ويعتمد نحو 42 مليونا أي واحد من كل 8 أميركيين على المساعدة الفيدرالية لشراء البقالة الشهرية، ويمكن من خلال البطاقات المخصصة لهذا البرنامج التي يحصل عليها المستحقين، شراء الطعام فقط، ولا يسمح بشراء أي شيء آخر. وطُبقت فكرة قسائم الطعام لأول مرة خلال الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث كان الملايين عاطلين عن العمل، بينما كان المزارعون لا يجدون من يشتري الطعام فقررت الحكومة شراء الفائض ومنحه للفقراء. وسميت بهذا الاسم لأنها كانت عرضا لشراء قسيمة للطعام بدولار مقابل الحصول على قسيمة آخرى للطعام الفائض مجانا. وتوقف البرنامج لفترة قبل إعادته في نهاية الستينيات. ويستفيد من البرنامج 41.7 مليون مواطن في جميع أنحاء البلاد، ويقدر المتوسط للفرد الواحد 187 دولار شهريا (يختلف من ولاية إلى أخرى طبقا لمعدل الدخل). ويكلف البرنامج الحكومة الفيدرالية ما يقارب 100 مليار دولار سنويا أي نحو 8 مليارات شهريا. ويحتفظ البرنامج باحتياطي لحالات الطوارئ أو العجز، يقدر حاليا بـ5 مليارات دولار وهو ما يكفي لتوفير دفعات جزئية خلال هذا الشهر. ودعا مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون إدارة ترامب إلى استخدامه خلال فترة الإغلاق الحكومي. وأعلن ترامب الجمعة أنه لا يريد أن "يجوع" الأميركيون، معربا عن استعداده للحفاظ على تمويل برنامج الإعانات. وفي منشور على منصة "تروث سوشال"، قال ترامب إن "محامي الحكومة لا يعتقدون أن لدينا السلطة القانونية لدفع" الأموال لبرنامج المساعدة الغذائية التكميلية "سناب" بمجرد انتهاء التمويل في الأول من نوفمبر/تشرين الأول خلال الإغلاق الحكومي الجاري، مضيفا أنه أصدر تعليمات لهم "بتوضيح كيف يمكننا تمويل سناب بشكل قانوني في أقرب وقت ممكن". وتابع "إذا حصلنا على التوجيه القانوني المناسب من المحكمة، فسيكون من دواعي شرفي تأمين التمويل". ورغم حالة القلق من إلحاق ضرار اقتصادي جسيم بالملايين الذين يحصلون على تمويل من البرنامج، إلا أن إدارة ترامب، أصرت على إعلان أنها لن تحاول تغطية العجز، ولن تستخدم الأموال التي خصصها الكونغرس سابقا لمواجهة حالة الطوارئ المحتملة، داعية الديمقراطيين للموافقة على الميزانية وإنهاء إغلاق الحكومة في الوقت الذي يقول فيه الحزب الديمقراطي إنه يجب الاتفاق على عدم قطع الرعاية الصحية عن ملايين المستفيدين من برنامج "أوباما كير" أولا، وهو ما يرفضه الجمهوريين الذين يدعون إلى التفاوض على الأمر بشكل منفصل بعد إعادة فتح الحكومة. وأدى ذلك إلى سلسلة من الدعاوى القضائية، وجادل مسؤولون ديمقراطيون على مستوى الولايات والمستوى المحلي ومنظمات غير ربحية بأن البيت الأبيض ملزم قانونيا وأخلاقيا بتوفير هذه المزايا. وأمر القاضي بالمحكمة الجزئية لمقاطعة رود أيلاند جون ماكونيل بأن إدارة ترامب "يجب أن توزع أموال الطوارئ في الوقت المناسب أو في أسرع وقت ممكن لسداد دفعات الأول من نوفمبر"، كما منح قاضي محكمة اتحادية أخرى في ولاية ماساتشوستس نصرا لعشرين ولاية رفعت دعوى مماثلة لإجبار إدارة ترامب على الإفراج عن تمويل برنامج قسائم الطعام. وقضت القاضية نديرا تالواني بأن قرار وقف مساعدات الطعام غير قانوني، وطلبت من الإدارة توضيح كيفية تمويلها للمساعدات في نوفمبر/تشرين الأول الجاري بحلول يوم الاثنين المقبل. وسارعت بعض الولايات إلى توفير مبالغ مالية بعيدا عن الحكومة الفيدرالية لعدم وجود أفق لإعادة فتح الحكومة، غير أن عددا آخر من الولايات قال إنه لا يستطيع توفير المساعدة إلا لأيام أو لأسابيع. ويلقي الديمقراطيون باللوم على إدارة ترامب وعلى الجمهوريين، بينما يدعو الجمهوريون زملاءهم إلى إعادة فتح الحكومة، معتبرين أنهم السبب في "معاناة الشعب الأميركي".
بتاريخ:  2025-11-01


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.
الاكثر مشاهدة
للاعلى تشغيل / ايقاف للاسفل