دراسات لتطوير سيناريو العرض المتحفي في متحف التحرير
قال شريف فتحي وزير السياحة والآثار، إن المتحف المصري بالتحرير تأثر بشكل ملحوظ بحالة الزخم المصاحبة لافتتاح المتحف المصري الكبير، حيث تراجع عدد زواره بنسبة تقارب 40% أو أكثر، مؤكدًا أن هذا التأثير كان متوقعًا في ظل انتقال بؤرة الاهتمام العالمية إلى المتحف الجديد خلال المرحلة الحالية.
وأضاف الوزير، في تصريحات لـ«الشروق»، أن الوزارة بدأت بالفعل إعداد دراسات متكاملة لتطوير سيناريو العرض المتحفي داخل المتحف المصري بالتحرير، من خلال تغيير أسلوب السرد المتحفي وطريقة عرض القطع الأثرية، بما يقدّم للزائر تجربة مختلفة وجاذبة، تعيد وضع المتحف على خريطة الاهتمام السياحي والثقافي.
أعمال تطوير للمتحف القديم
وأشار فتحي إلى أن أعمال التطوير ستشمل إعادة صياغة القصة المتحفية بالكامل، بحيث يتضمن المتحف أكثر من مسار سردي، مع تحديث بعض العناصر الفنية والتقنية، موضحًا أن هذه العملية تحتاج إلى وقت نظرًا لاعتمادها على تكنولوجيا حديثة ووسائل عرض سمعية وبصرية متعددة اللغات.
وأكد وزير السياحة والآثار أن التأثير لم يقتصر على المتحف المصري بالتحرير فقط، بل شمل أيضًا متحف الحضارة المصرية، وإن كان بنسب أقل ومتفاوتة، لافتًا إلى أن الدولة تتعامل مع الأمر برؤية متكاملة، تقوم على قبول مرحلة انتقال الزخم لصالح المتحف المصري الكبير، باعتباره المشروع الأثري الأهم عالميًا في الوقت الراهن.
المتاحف المصرية تجربة متكاملة
وأضاف أن المتاحف المصرية لا تعمل بمعزل عن بعضها البعض، بل يجري التفكير في آليات تسويق جديدة تعتمد على ربط المتاحف ضمن مسارات موحدة، تتيح للسائح زيارة أكثر من متحف بتجربة متكاملة، بما يعزز من مدة الإقامة السياحية ويحقق استفادة أوسع للقطاع.
مؤشرات إيجابية لنمو السياحة
وفي سياق متصل، كشف فتحي عن مؤشرات إيجابية لنمو حركة السياحة الوافدة، موضحًا أن السوق الروسي لا يزال يحتل المرتبة الأولى، يليه السوقان الألماني والتركي، في حين حقق السوق الأمريكي نموًا ملحوظًا بنسبة وصلت إلى نحو 22%، رغم بقائه ضمن المراكز العشرة الأولى من حيث أعداد السائحين.
وأشار الوزير إلى أن الحملات الترويجية الأخيرة نجحت في توسيع خريطة المقاصد السياحية المصرية، حيث بدأت جنسيات لم تكن معتادة على زيارة الأقصر وأسوان في التوافد بأعداد متزايدة، لا سيما من السوق الفرنسي، الذي عاد بقوة بعد تراجع ملحوظ خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن مصر تستهدف هذا العام تحقيق أعلى رقم سياحي من السوق الفرنسي.
وأوضح أن السياحة الثقافية وسياحة النيل تحظيان باهتمام خاص من السوق الأمريكي، الذي يتميز بالحجز المبكر والبحث عن التجارب المتنوعة، مؤكدًا أن الوزارة تعمل على ربط المقاصد الثقافية بالسياحية الشاطئية، بما يتيح تقديم برامج تجمع بين القاهرة والأقصر وأسوان ومقاصد البحر الأحمر.
واختتم وزير السياحة والآثار تصريحاته بالتأكيد على أن بعض أنماط السياحة النوعية، رغم أنها لا تحقق أعدادًا ضخمة، إلا أنها ذات قيمة ثقافية راقية وتمثل دعاية مهمة لمصر، مشيرًا إلى مبادرات مثل المسارات الثقافية والأدبية، التي تسهم في تنويع المنتج السياحي وتعزيز الصورة الذهنية لمصر عالميًا.
بتاريخ: 2025-12-17
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.