صحة وطب » اليوم السابع

لماذا تصاب بالكدمات بسهولة إذا كنت مريض سكري؟وكيف يمكن علاجها

قد يلاحظ كثير من المصابين بداء السكري أن كدمات صغيرة تظهر على أذرعهم أو سيقانهم دون سبب واضح. أحيانًا تكون مؤلمة، وأحيانًا لا تُثير سوى تساؤل: "هل هذه الكدمات طبيعية؟" في الحقيقة، هذا العرض ليس غريبًا على مرضى السكري، لكنه أيضًا لا يجب أن يُهمل، لأنه قد يعكس تغيّرات في الأوعية الدموية أو الأعصاب أو الجلد نفسه.

وفقًا لتقرير نشره موقع everydayhealth، فإن ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى تلف الأوعية الدقيقة المسؤولة عن تغذية الجلد، مما يجعلها أكثر هشاشة، فتتكسر بسهولة عند أقل احتكاك أو إصابة طفيفة. هذه الهشاشة الوعائية تُفسّر ميل الجسم لتكوين الكدمات، وتأخر اختفائها مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

 

كيف تتكوّن الكدمة في الأساس؟

الكدمة ليست أكثر من تجمع دموي تحت الجلد يحدث عندما تتمزق الشعيرات الدموية الدقيقة بعد صدمة بسيطة. يتسرّب الدم إلى الأنسجة فيتغير لون الجلد تدريجيًا من الأحمر إلى البنفسجي ثم الأصفر قبل أن يزول تمامًا. أما في حالة مريض السكري، فعملية الشفاء هذه تكون أبطأ لأن خلايا الجلد والدم لا تتجدد بالكفاءة المعتادة بسبب ضعف تدفق الدم وتراجع إنتاج الكولاجين الذي يمنح الجلد متانته ومرونته.

 

ارتفاع السكر وتأثيره على الجلد والأعصاب

من أكثر الأسباب شيوعًا لسهولة الكدمات لدى مرضى السكري هو الاعتلال العصبي المحيطي، أي تلف الأعصاب الطرفية نتيجة ارتفاع السكر لفترة طويلة.

ذا التلف يجعل المريض يفقد الإحساس التدريجي بالألم أو الضغط، فلا يشعر بالضربة التي أحدثت الكدمة، ولا ينتبه إليها إلا بعد أن تتفاقم. كما أن تضرر الأعصاب الحسية يبطئ الإشارات المرسلة إلى الدماغ لإصلاح الأنسجة المصابة، ما يُطيل فترة التعافي.

 

دور الأدوية وأجهزة العلاج

الكدمات لا ترتبط بالمرض نفسه فقط، بل أحيانًا بأدوات العلاج. استخدام الإبر المتكرر لحقن الأنسولين أو أجهزة المراقبة المستمرة لمستوى الجلوكوز قد يُسبب كدمات في مواقع الحقن. تكرار الوخز في نفس المكان أو عدم تبديل الإبر بشكل دوري يجعل الأوعية الدموية تحت الجلد أكثر عرضة للتمزق. لذلك، ينصح الأطباء بتبديل مواضع الحقن باستمرار واستخدام أدوات جديدة في كل مرة لتقليل الضرر الموضعي.

 

العوامل التي تزيد من احتمالية ظهور الكدمات

هناك مجموعة من الظروف تجعل مرضى السكري أكثر عرضة لهذه المشكلة، منها:

- التقدم في العمر، إذ يضعف الجلد تدريجيًا وتقل سماكته.

- تناول أدوية مميعة للدم مثل الأسبرين أو الوارفارين، مما يزيد احتمالية النزيف تحت الجلد.

- نقص بعض الفيتامينات كفيتامين C وK اللذين يحافظان على سلامة الأوعية الدموية.

- الأمراض المصاحبة مثل اضطرابات الكبد أو فقر الدم التي تؤثر على تجلط الدم الطبيعي.


كيف يمكن التعامل مع الكدمات بأمان؟

في أغلب الأحيان، تزول الكدمات تلقائيًا، لكن يمكن تسريع الشفاء بعدة خطوات بسيطة:

- وضع كمادات باردة خلال اليوم الأول لتقليل تسرب الدم إلى الأنسجة.

- رفع الجزء المصاب لتخفيف الضغط على الشعيرات الدموية.

- بعد يومين، يُفضَّل استخدام كمادات دافئة لتحفيز تدفق الدم وتنشيط الشفاء.

- تجنّب تناول المسكنات التي تحتوي على مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لأنها تُضعف التجلط.


متى تحتاج الكدمة إلى الطبيب؟

إذا استمرت الكدمة لأكثر من أسبوعين دون تحسن، أو كانت مؤلمة بشدة، أو ظهرت كتل صلبة مكانها (ورم دموي)، أو ترافقت مع نزيف في أماكن أخرى من الجسم، فيجب مراجعة الطبيب فورًا. فهذه العلامات قد تدل على خلل في التجلط أو اضطراب في الأوعية الدموية وليس مجرد كدمة سطحية.يؤكد أطباء الجلد والغدد الصماء أن التحكم في سكر الدم هو المفتاح الأساسي لتقليل حدوث الكدمات ومضاعفاتها. عندما تكون مستويات الجلوكوز مستقرة، تتحسن الدورة الدموية، وتستعيد الأنسجة قدرتها الطبيعية على الالتئام. لذا، يُنصح مرضى السكري بالاهتمام بالتغذية الغنية بالفيتامينات، وتجنّب التدخين، والحرص على فحص الجلد يوميًا لاكتشاف أي تغير مبكر.




بتاريخ:  2025-11-04


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.
الاكثر مشاهدة
للاعلى تشغيل / ايقاف للاسفل