في حلقة خاصة ببرنامج "معكم" استضافت فيها أبطال العرض المسرحي لاحتفالات نصر أكتوبر، كشفت الإعلامية منى الشاذلي عن قصة مؤثرة وغير متداولة عن المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973، تعكس حجم التضحية والإيمان الذي سبق قرار العبور.
أثناء حديثها عن أهمية توثيق لحظات التاريخ التي قد تبهت تفاصيلها مع مرور الزمن، استرجعت منى الشاذلي زيارة قامت بها إلى منزل المشير أحمد إسماعيل بعد وفاته، حيث التقت بزوجته وابنه. وخلال هذه الزيارة، روى لها الابن موقفاً تاريخياً جرى بينه وبين والده.
وقالت الشاذلي: "عندما كلف الرئيس السادات المشير أحمد إسماعيل بتولي منصب وزير الحربية استعداداً للمعركة، ذهب إليه ابنه وقال له: يا والدي، لا تقبل المنصب". وأوضحت أن الابن كان يخشى على والده من مصير مؤلم، مضيفاً: "قال له لو دخلت الحرب وانهزمنا، أنت ستُعدم".
وكان رد المشير أحمد إسماعيل، كما روته منى الشاذلي، مثالاً نادراً على الوطنية والتضحية. حيث نظر إلى ابنه وقال بهدوء: "كفاية إن اللي هيعدموني ولاد الظباط. أنا هقبل المنصب وهدخل الحرب". وأثار هذا الموقف البطولي تصفيقاً حاراً من الحضور في الاستوديو، تأثراً بحجم المسؤولية التي حملها قادة أكتوبر على عاتقهم.
وأكدت الشاذلي أن هذه القصة تجسد فكرة "التراكم"، موضحة أن كل شيء في الحياة، سواء كان ثقافة أو قوة عسكرية أو دبلوماسية، يبنى على تراكم الخبرات والتضحيات. وتابعت: "التراكم يصنع القوة. كلما كانت الأجيال تسلم بعضها البعض، كلما أعطى ذلك قوة لأي منظومة".
وتأثر أبطال العرض المسرحي، ومنهم الفنان أحمد السلكاوي وحمزة العيلي وندى موسى، بهذه القصة، حيث أكدوا أن تجسيدهم لشخصيات من هذه الفترة جعلهم يدركون عن قرب حجم التحديات والروح الوطنية التي كانت سائدة، ليس فقط بين الجنود على الجبهة، بل بين كل فئات الشعب المصري.