أخر الأخبار » العربي

إسرائيل توسّع احتلالها جنوبي لبنان وسلام يؤكد الالتزام بخيار السلم

كشف عضو كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة"، النائب حسن فضل الله، اليوم الأربعاء، أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي بات يحتل ما مساحته مائة كيلومتر مربع من الأراضي اللبنانية على طول الحدود الجنوبية، ولم يعد الاحتلال محصوراً بالنقاط الخمس، ويقيم منطقة عازلة يمنع فيها أي شكل من أشكال الحياة، كما يفعل مع العديد من القرى الحدودية، ويواصل في الوقت نفسه أعمال القتل اليومية ضد المواطنين اللبنانيين، من دون أن تقوم الحكومة بأي خطوات عملية، ورفع الصوت دولياً على الأقل، لمواجهة سفك دماء مواطنيها".

وأشار فضل الله إلى أن "الحكومة تتجاهل ما التزمت به في بيانها الوزاري في العديد من النقاط، بينما لا عمل لبعض من فيها سوى الحديث عن مفردة جزئية في عملية انتقائية، وينسى ما كُتب في البيان وما أقرّه اتفاق الطائف من حق المقاومة، غير المعنية ببند سحب سلاح المليشيات، لأن موضوعها يندرج تحت بند استخدام الوسائل كافة لتحرير الأرض، وتأتي في طليعتها المقاومة الباسلة، كما أقرت الحكومات المتعاقبة على مدى خمسة وثلاثين عاماً".

ولفت نائب حزب الله إلى "تعمد الحكومة تجاهل ملف إعادة الإعمار، حيث لم تتضمن موازنتها أي اعتمادات في هذا الشأن"، مطالباً إياها بـ"الإيفاء بتعهداتها في هذا المجال خلال جلسات مناقشتها الموازنة العامة". وجاءت مواقف فضل الله خلال مؤتمر صحافي عقده في المجلس النيابي، استهلّه بالحديث عن ذكرى تفجير أجهزة البيجر، في 17 سبتمبر/ أيلول 2024. وقال فضل الله إنه "في مثل هذا اليوم من العام الماضي، ارتكب العدو جريمة ضد الإنسانية، بتفجير أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي، ليضيفها إلى سجله الحافل، بما في ذلك ما يحصل يومياً ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وما حمله تاريخ السابع عشر من سبتمبر من ذكرى سوداء تلطِّخ جبين العدو وعملائه الذين ارتكبوا مجزرتي صبرا وشاتيلا في عام 1982، وحاصروا بيروت واحتلوها قبل أن تدحرهم المقاومة، وتسقط أحلام عملائه في السيطرة على لبنان".

قاسم لجرحى البيجر: دخلتم المعركة بقوة أكبر

في سياقٍ متصل، وجّه الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، اليوم، رسالة إلى جرحى البيجر، شدد فيها على أن هناك ثلاثة أمور أساسية تتمثل بهم وبحياتهم، مؤكداً لهم أنهم "‏النور الذي نرى ‏من خلاله سلامة الطريق، والحياة التي تعطي النبض ‏الحقيقي للاستمرار". الأمر الأول، بحسب قاسم "التعافي، أنتم تتعافون من الجراح وتتعالون على الجراح وهذا الأهم، وأنتم أمام امتحان واختبار ونجحتم في هذا الامتحان". الأمر الثاني "أنتم في حالة نهوض، النهوض مع كل الأمل ‏بالمستقبل، النهوض مع سلامة الطريق". أما الأمر الثالث، يتابع قاسم، فهو "الاستمرارية. وهنا المهم: ماذا أراد العدو الإسرائيلي؟ أراد أن يبطل قدرتكم، ‏أراد أن يخرجكم من ‏المعركة. أنتم الآن دخلتم إليها بقوة أكبر، بنشاط أكبر".

سلام: لبنان ملتزم بخيار السلم والشرعية الدولية

في إطارٍ ثانٍ، شدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، على التزام لبنان بخيار السلم والشرعية الدولية، مؤكداً السعي إلى "حشد الدعم العربي والإسلامي والدولي للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء احتلالها لأراضينا، وضمان عودة أسرانا، ووقف اعتداءاتها المتكررة التي تكاد تُصبح شبه يومية على أرضنا وسيادتنا". وقال سلام خلال رعايته حفل افتتاح مكتب جمعية قطر الخيرية في لبنان، في السراي الحكومي، إن "لبنان الذي كان ولا يزال ضحية الاعتداءات الإسرائيلية على أرضه وشعبه، يجدد إدانته بأشد العبارات للاعتداء الإسرائيلي الغادر الذي استهدف دولة قطر الشقيقة أخيراً، والذي يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادتها، وخرقاً فاضحاً للقوانين والأعراف الدولية"، معتبراً أن "ما حصل لا يستهدف قطر وحدها، بل يمسّ كل دولنا العربية والإسلامية، ويشكّل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في المنطقة".

وتابع رئيس الوزراء اللبناني "في هذا السياق، يثمّن لبنان المخرجات الصادرة عن القمة العربية - الإسلامية الطارئة التي انعقدت في الدوحة، والتي وضعت إطاراً جماعياً لمواجهة الخطر الإسرائيلي، فهذه القرارات تشكّل محطة أساسية لتوحيد الصف العربي والإسلامي، ودعامة لموقفنا جميعاً في مواجهة سياسات العدوان، كما سياسات الاحتلال والتهجير التي ما زال الشعب الفلسطيني يعاني منها، ومحاولة لإعادة الاعتبار لنهج السلام العادل والشامل المبني على مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت، والمرتكز على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

افتتاح مكتب جمعية قطر الخيرية في لبنان

على صعيد ثانٍ، أشار سلام إلى أن "افتتاح مكتب دائم لـ"قطر الخيرية" في بيروت يحمل دلالات عميقة، فهو ليس مجرد خطوة إدارية، بل دليل واضح على عمق العلاقة بين لبنان وقطر، وعلى حرص دولة قطر، قيادةً وحكومةً وشعباً، على الوقوف إلى جانب لبنان في أوقاته العصيبة"، لافتاً إلى "أننا نرى في افتتاح المكتب اليوم التزاماً مستداماً بدعم لبنان، يفتح آفاقاً جديدة للتعاون المؤسسي المباشر مع الدولة اللبنانية، نتطلع إلى أن يكون شراكة حقيقية وبنّاءة، تُترجم إلى مشاريع تنموية وصحية وتعليمية وإغاثية".

من جانبه، قال السفير القطري لدى لبنان، الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني: "إننا نثمن جهود قطر الخيرية، ونتمنى لها المزيد من النجاح في عملها الخيري، كما نتطلع إلى تعزيز التعاون والشراكة بين دولة قطر ولبنان، ورؤية المزيد من المشاريع تتحقق في شتى المجالات، لما فيه مصلحة وخير هذا البلد العزيز على قلوبنا جميعاً". بدوره، قال رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية الشيخ حمد بن ناصر آل ثاني: "نأمل في أن يشكل مكتبنا الجديد نقطة انطلاق لتنفيذ خطط طموحة، بحيث تتماشى مع أولويات التنمية الوطنية في لبنان، ويتم إنجازها بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة، لضمان تكامل الجهود وتحقيق الأثر المستدام". وأردف "تشمل هذه الخطة أكثر من 70 مشروعاً تنموياً وإنسانياً، وتستهدف ما يزيد عن 396 ألف مستفيد من الأشقاء اللبنانيين وإخوتهم من اللاجئين السوريين والفلسطينيين".


بتاريخ:  2025-09-17


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.
الاكثر مشاهدة
للاعلى تشغيل / ايقاف للاسفل