كشفت وثائق مسربة ودعوى قضائية ضد شركة "ميتا"، عن توقف الشركة عن نشر أبحاث داخلية تؤكد التأثيرات السلبية لمنصتي فيسبوك وإنستجرام على الصحة النفسية للمراهقين، وفي تعليقه على هذه الأزمة، وصف الدكتور عبد الله أبو عدس، استشاري الصحة النفسية، هذه الوثائق بأنها فضحت أولوية الاعتبارات الاقتصادية على الأخلاقية، مشيرًا إلى أن "مشروع الزئبق" السري كان يهدف لدراسة تأثير الابتعاد عن هذه المنصات.

آثار مدمرة وفيروس فكري

أوضح عبد الله أبو عدس خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن الاستخدام المفرط لهذه المنصات لأكثر من ساعتين يومياً يولد ما أسماه "فيروساً فكرياً ونفسياً لدى المراهقين، مشيرا إلى أن المقارنات الاجتماعية التي يعيشها المراهقون عبر متابعة الصور المثالية المزيفة للآخرين تخلق صراعاً ذاتياً، وشعوراً بتدني تقدير الذات، والعزلة، والاكتئاب، والقلق، واضطرابات النوم والطعام، وصولاً إلى "ضباب الدماغ" وتراجع التحصيل الدراسي.

إدمان الدوبامين وغياب العدالة

حذر عبد الله أبو عدس من أن آليات عمل هذه المنصات مصممة لتحفيز إفراز "الدوبامين" في الدماغ، مما يخلق مساراً للإدمان يصعب الخروج منه دون مساعدة طبية. وأضاف أن المقارنات المستمرة تولد لدى المراهقين شعوراً بغياب العدالة الاجتماعية وحقداً دفيناً قد يترجم إلى سلوك عدواني، خاصة في ظل غياب الرقابة الأسرية وانشغال الآباء أنفسهم بهذه المنصات، مما يفقد المراهق القدوات الإيجابية والتوجيه اللازم للتمييز بين الواقع والوهم الافتراضي.

روشتة علاج وقائية

وشدد عبد الله أبو عدس، على ضرورة تقنين استخدام الإنترنت، ناصحاً بعدم تعريض الأطفال دون السنتين لأي شاشات، وتحديد ساعة واحدة للفئة من 2-5 سنوات، وساعتين كحد أقصى للمراهقين حتى 18 عاماً، كما دعا إلى تطبيق "صيام رقمي" لمدة 7 أيام متتالية بين الحين والآخر لإراحة الدماغ وإعادة توازن النواقل العصبية، مطالباً شركات التكنولوجيا بوضع تحذيرات صحية واضحة، والمجتمع بتفعيل دور التوعية والرقابة لحماية الأجيال الناشئة.