شاي الفقاعات أو البوبا أو ما يعرف بـ“Bubble Tea” أحد أشهر المشروبات التي اجتاحت العالم في السنوات الأخيرة، بفضل نكهاته المميزة وألوانه الجذابة وصوره المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن ما يبدو مشروبًا لطيفًا ومنعشًا يخفي وراءه مجموعة من المخاطر الصحية التي بدأت تُثير قلق الأطباء وخبراء التغذية حول العالم، نتعرف عليها في هذا التقرير، بحسب موقع تايمز ناو.
حذر عدد من الخبراء من أن شاي الفقاعات قد يُسبب أضرارًا صحية جسيمة، تبدأ من احتوائه على آثار محتملة للرصاص في لآلئ التابيوكا، وهي كرات صغيرة حلوة وقابلة للمضغ وصولًا إلى مشكلات في الكلى والجهاز الهضمي، فضلًا عن المخاطر الناتجة عن كميات السكر العالية التي يحتوي عليها.
الرصاص في لآلئ التابيوكا.. الخطر الصامت
أظهرت دراسة حديثة أُجريت في الولايات المتحدة أن لآلئ التابيوكا المستخدمة في شاي الفقاعات قد تحتوي على آثار من عنصر الرصاص السام ويفسر الباحثون ذلك بأن نبات الكسافا، الذي تُستخرج منه هذه اللآلئ، لديه قدرة طبيعية على امتصاص المعادن الثقيلة من التربة، مثل الرصاص، خاصةً إذا كانت البيئة الزراعية ملوثة.
ورغم أن المصنعين لا يضيفون هذه المواد عمدًا، إلا أن تلوث التربة والمياه قد يؤدي إلى تسربها إلى المنتج النهائي، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على المستهلكين، خاصةً الأطفال والنساء الحوامل.
مشاكل في الجهاز الهضمي
يحذر الخبراء أيضًا من تناول كميات كبيرة من لآلئ التابيوكا بسبب طبيعتها النشوية وصعوبة هضمها. فالإفراط في تناولها قد يؤدي إلى بطء إفراغ المعدة أو ما يُعرف بـ"شلل المعدة"، وهو اضطراب يسبب الغثيان والقيء والانتفاخ وألم البطن.
وفي بعض الحالات الشديدة، قد تسبب هذه اللآلئ انسدادًا في الأمعاء، خصوصًا لدى الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من بطء في عملية الهضم. كما أن صمغ الغوار، وهو مادة تُستخدم كمُكثّف في المشروب، يمكن أن يُسبب الإمساك أو الانتفاخ عند تناوله بكميات كبيرة.
تأثيرات خطيرة على الكلى
أشارت تقارير طبية من تايوان إلى أن الاستهلاك المفرط لشاي الفقاعات قد يؤدي إلى مشكلات خطيرة في الكلى ففي عام 2023، أزال الأطباء أكثر من 300 حصوة كلوية من شابة تبلغ من العمر 20 عامًا كانت تشرب شاي الفقاعات بشكل يومي تقريبًا بدلًا من الماء.
ويرجع الخبراء ذلك إلى أن بعض مكونات المشروب، مثل الأكسالات والفوسفات العالية، قد تسهم في تكوين الحصوات وتؤثر سلبًا على وظائف الكلى.
قنبلة سكرية تهدد الصحة
بعيدًا عن التلوث والمعادن الثقيلة، يحمل شاي الفقاعات خطرًا أكثر وضوحًا: السكر.
تحتوي الحصة الواحدة من هذا المشروب، والتي تقدر بحوالي 500 مل، على نحو 50 جرامًا من السكر، أي ضعف الكمية اليومية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية.
هذا المستوى المرتفع من السكر يجعل من شاي الفقاعات عاملًا مساهمًا في انتشار السمنة بين المراهقين، كما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والكبد الدهني.
تأثيرات نفسية غير متوقعة
ربطت بعض الدراسات بين الإفراط في تناول شاي الفقاعات وبين اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.
وأشارت أبحاث أُجريت على طلاب في الصين إلى أن من يستهلكون هذا المشروب بانتظام أكثر عرضة للإصابة بالقلق والإجهاد النفسي. كما وجدت دراسة أخرى على ممرضات أن تناول شاي الفقاعات بشكل متكرر ارتبط بارتفاع معدلات الإرهاق والاكتئاب وانخفاض الشعور بالرفاهية العامة.
الاعتدال هو الحل
رغم هذه التحذيرات، لا يعني ذلك أن شاي الفقاعات يجب أن يُمنع تمامًا. بل ينصح الخبراء بالاعتدال في تناوله، مع تجنب شربه بشكل يومي واستبداله بالماء والمشروبات الطبيعية.
كما يُفضل اختيار الأنواع الأقل سكرًا وتجنب الإضافات الصناعية قدر الإمكان، خاصةً لآلئ التابيوكا التي تُعتبر أكثر المكونات إثارة للقلق.
بتاريخ: 2025-10-25
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.