أخر الأخبار » العربي

محادثات تجارية مرتقبة بين واشنطن وبكين في ماليزيا

تعقد الصين والولايات المتحدة محادثات تجارية جديدة خلال الأيام المقبلة في ماليزيا، على ما أفادت وزارة التجارة الصينية اليوم الخميس. وأعلنت الوزارة في بيان: "طبقاً لما تم الاتفاق عليه بين الصين والولايات المتحدة، يقود نائب رئيس الوزراء هي ليفنغ وفداً إلى ماليزيا بين 24 و27 أكتوبر/تشرين الأول الحالي لإجراء مفاوضات اقتصادية وتجارية مع الولايات المتحدة"، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس. وتستضيف ماليزيا قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا اعتباراً من الأحد في كوالالمبور. وتخوض أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم حرباً تجارية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني. وبعد فترة هدوء نسبي، تصاعد التوتر مجدداً بينهما في تشرين الأول/أكتوبر مع إعلان الصين تشديد القيود على صادرات المعادن الاستراتيجية النادرة والتكنولوجيا المرتبطة بها. وقالت وزارة التجارة إنه خلال الاجتماع في ماليزيا "سيبحث الطرفان مسائل مهمة ترتبط بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة، عملاً بالتوافق الذي تم التوصل إليه خلال المحادثات السابقة بين الرئيسين هذه السنة". وتُعد هذه المحادثات، التي يقودها نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ، أول لقاء رسمي رفيع المستوى منذ أشهر، وتُعقد على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور بين 24 و27 أكتوبر. ووفق بيان وزارة التجارة الصينية، سيبحث الجانبان ملفات أساسية تتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية، في إطار التوافق الذي تم التوصل إليه خلال محادثات سابقة بين الرئيسين. حرب تجارية ممتدة منذ 2018 تعود جذور التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة إلى عام 2018، عندما شنّت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حرباً جمركية على بكين، عبر فرض رسوم على مئات المليارات من الواردات الصينية، متهمةً إياها بممارسات غير عادلة وسرقة الملكية الفكرية. وردّت الصين حينها بإجراءات مضادة استهدفت السلع الأميركية، ما فتح فصلاً طويلاً من النزاع التجاري بين البلدين. ورغم توقيع اتفاق "المرحلة الأولى" عام 2020 الذي تضمن التزامات متبادلة لخفض الرسوم الجمركية وزيادة شراء السلع الأميركية، لم تهدأ التوترات. فقد تواصل الصراع حول التكنولوجيا المتقدمة وسلاسل الإمداد الاستراتيجية، ولا سيما في مجالات أشباه الموصلات والمعادن النادرة، وهي قطاعات تعتبرها واشنطن حيوية لأمنها القومي. ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، استؤنفت الحرب التجارية بوتيرة أشد، إذ أعادت واشنطن فرض قيود صارمة على شركات التكنولوجيا الصينية ووسعت العقوبات على تصدير الرقائق الإلكترونية المتقدمة. وردّت بكين بإعلان تشديد القيود على صادرات المعادن النادرة والتقنيات الحساسة في أكتوبر الحالي، ما أثار قلق الأسواق العالمية بشأن اضطراب سلاسل الإمداد الحيوية. الآمال والمخاوف قبل محادثات ماليزيا يأمل مراقبون أن تفتح محادثات ماليزيا الباب أمام تهدئة تدريجية في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، في وقتٍ تتصاعد فيه الحاجة إلى استقرار اقتصادي عالمي يعيد الثقة إلى الأسواق المتقلبة. فبعد سنوات من التصعيد المتبادل والرسوم الجمركية والعقوبات التقنية، أصبحت الحرب التجارية بين القوتين لا تؤثر على البلدين فحسب، بل تمتد تداعياتها إلى الاقتصادات الناشئة وسلاسل الإمداد في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة نفسها. ويرى خبراء أن استئناف الحوار في هذا التوقيت قد يكون محاولة لتفادي تفاقم الضغوط على الاقتصاد الصيني الذي يعاني تباطؤاً في النمو وتراجعاً في الطلب الداخلي، بالتوازي مع الضغوط التضخمية التي يواجهها الاقتصاد الأميركي نتيجة ارتفاع تكاليف الواردات. ومن شأن أي تفاهم محتمل، ولو محدود، أن ينعكس إيجاباً على حركة التجارة العالمية، ويمنح الأسواق بعض الاستقرار بعد فترة من الاضطراب في قطاعي التكنولوجيا والمعادن. لكن في المقابل، لا يزال التفاؤل الحذر هو السائد، إذ يتشكك العديد من المراقبين في إمكانية تحقيق اختراق حقيقي في ظل استمرار الخلافات العميقة حول قضايا جوهرية مثل الدعم الحكومي للصناعات الصينية، والسيطرة على التقنيات المتقدمة، وأمن سلاسل التوريد. كما أن الاعتبارات السياسية الداخلية في كلٍّ من واشنطن وبكين تزيد من تعقيد المشهد، خصوصاً مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في الولايات المتحدة، ورغبة الإدارة الأميركية في الحفاظ على موقف صارم تجاه الصين. وبين الأمل بتهدئة محتملة والخشية من جولة جديدة من التصعيد، تبقى الأسواق العالمية في حالة ترقب حذر لنتائج محادثات ماليزيا، التي قد تحدد اتجاه العلاقات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم خلال المرحلة المقبلة، وتؤثر تباعاً على مسار التجارة الدولية والنمو العالمي.
بتاريخ:  2025-10-23


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.
الاكثر مشاهدة
للاعلى تشغيل / ايقاف للاسفل