أخر الأخبار » العربي

لبنان يبحث خياراته على وقع ضغط المسيّرات الإسرائيلية

تواصل إسرائيل رفضها للمقترحات الأميركية بشأن مسار التفاوض مع لبنان، رافعة مستوى الضغط العسكري من أجل دفع السلطات اللبنانية إلى تقديم تنازلاتٍ كان أحد أساليبه أمس الاثنين، إطلاق حركة تحليق غير مسبوقة للمسيّرات في سماء بيروت، لفترة زمنية تُعدّ الأطول حتى في فترة العدوان الموسّع، في سبتمبر/ أيلول 2024، منها سُجِّل للمرة الأولى منذ اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فوق قصر بعبدا، مقرّ الرئاسة اللبنانية. وسجّلت الساحة اللبنانية أمس جملة مستجدّات، من شأنها أن تدخل البلاد في مرحلة أكثر توتراً ودقة، لعلّ أبرزها، رسائل الموفد الأميركي توماس برّاك، التي غلّفها بطابع "رؤيته الشخصية"، لكنه يبعث من خلالها مواقف الولايات المتحدة، لضرورة نزع لبنان سلاح حزب الله بسرعة، وتحرّك بيروت بشكل جدّي بهذا الاتجاه، وإلا فالمواجهة الكبرى مع إسرائيل، إضافة إلى إعلان رئيس البرلمان نبيه بري في تصريح صحافي سقوط مسار التفاوض المقترح، بسبب رفض تل أبيب التجاوب مع مقترح أميركي بهذا الشأن. وقال بري إن برّاك أبلغ لبنان بأن إسرائيل رفضت مقترحاً أميركياً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي يُستهل بوقف العمليات الإسرائيلية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية، مشدّداً على أنه جرى التراجع عن أي مسار للتفاوض مع إسرائيل، ولم تبقَ سوى الآلية المتبعة عبر لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار "الميكانيزم". وجاء تصريح برّي بعد لقاء عقده مع الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا، خرج بعده، واصفاً إيّاه بـ"الممتاز"، وتركز، بحسب معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، على بحث شكل التفاوض المطلوب مع إسرائيل، والثوابت اللبنانية، على أن تستمر اللقاءات والمشاورات على خطّ الرؤساء الثلاثة من أجل الخروج بموقف موحّد. في هذا الإطار، قال مصدر مقرّب من بري لـ"العربي الجديد"، إن "إسرائيل تواصل رفض كلّ المقترحات، وتؤكد مرة جديدة أنها لا تسعى للحلّ، بل تريد أن تفرض شروطها بالقوة، وهو أمر لن يحصل"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تريد أن تفاوض لبنان مباشرةً، وهذا مرفوض، أما التفاوض غير المباشر فلا مانع من خوضه، حتى حزب الله لا يمانع، على أن يكون بعد وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان". وأشار المصدر أيضاً إلى أن "هناك لجنة سُمّيت بالميكانيزم، تشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وهي ممثلة من رعاة الاتفاق، الأميركي والفرنسي كما اليونيفيل، وتعقد اجتماعات في الناقورة، جنوبي لبنان، والتفاوض يجب أن يكون من خلالها، فلا داعي للجنة أخرى"، لافتاً إلى أن "المشاورات ستبقى مستمرة لتوحيد الموقف اللبناني، وبحث الأفكار المطروحة على الطاولة، فلبنان يتمسك بالحل الدبلوماسي ولا يريد الحرب، لكن يبقى الموضوع عند الإسرائيلي، فهو يرفض كل المسارات، ويريد أن يفرض بالنار شروطه". وحول موقف لبنان من لجنة الميكانيزم، خصوصاً أن هناك انتقادات عدة طاولت عملها، وندرة اجتماعاتها، وصمتها عن الخروق الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، قال المصدر إن هناك تحسّناً حصل على مستوى الاجتماعات، وهو ما أعلنه بري، بحيث أصبحت تجتمع كل أسبوعين، وهذا يمكن التوقف عنده بإيجابية، أما عملها فطبعاً هناك ملاحظات عليه، ولكن كله يمكن أن يُطرح ويُبحث ويناقش على الطاولة، وخلال أي مفاوضات غير مباشرة مقبلة. على صعيد متصل، علم "العربي الجديد"، أنّ حزب القوات اللبنانية، المعارض لحزب الله، على تواصل مع وزرائه في حكومة الرئيس نواف سلام، من أجل بحث التطورات الأخيرة، سياسياً وأمنياً، والبقاء على موقف موحّد إزاء ما يحصل، حيث إن هناك قراءة لكلام برّاك أمس الاثنين، الذي نشره عبر حسابه على منصّة "إكس"، وسيُبنى عليه باعتباره تحذيراً من تداعيات سياسة المماطلة، ليس فقط أمنياً، بل أيضاً اقتصادياً، حيث كانت هناك إشارة أميركية واضحة إلى ربط المسارين معاً. وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن "الوزراء الممثلين لحزب القوات في مجلس الوزراء سيتمسّكون بمطالبة الحكومة باتخاذ خطوات أكثر جدية في مسار حصر السلاح، والابتعاد عن أي مناورات أو مماطلة، كي لا يخسر لبنان فرصته الأخيرة". ميدانياً، سُجّل لليوم الثاني، تحليق لطيران الاحتلال على مستوى منخفض في أجواء بيروت وضاحيتها، منذ ساعات الصباح، الأمر الذي يترك خشية لدى السكان من عودة الضربات الإسرائيلية إلى العاصمة، في إطار ضغط إسرائيل بالنار من أجل نزع سلاح حزب الله، خصوصاً أنّ جيش الاحتلال سبق أن نفذ ضربات على الضاحية بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو يواصل خروقاته جنوباً وبقاعاً بلا أي رادع. ومساء أمس، أعلن الجيش اللبناني أنّه ضمن إطار متابعة الخروق والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، عملت وحدة من الجيش، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، على إزالة عدد من المكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية التي كان العدو الإسرائيلي قد أقامها بتاريخ 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ليلاً في خراج بلدة عيترون في بنت جبيل، لقطع طريق في البلدة، ومنع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم.
بتاريخ:  2025-10-21


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.
الاكثر مشاهدة
للاعلى تشغيل / ايقاف للاسفل