أخر الأخبار » العربي

أوكرانيا تتجه للاقتراض لشراء الغاز المسال من أميركا وأوروبا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده قد تستورد غازاً بقيمة تصل إلى ملياري دولار هذا الشتاء من أوروبا والولايات المتحدة وأذربيجان، بعد أن تضررت بنيتها التحتية للغاز بشدة بسبب الضربات الروسية. ولم يحدد زيلينسكي كمية الغاز التي تعتزم أوكرانيا شراءها. وتوقعت كييف استيراد 4.6 مليارات متر مكعب من الغاز قبل سلسلة ضربات روسية استهدفت قطاع الغاز الأوكراني خلال الأسابيع الماضية.  وقالت سفيتلانا هرينشوك وزيرة الطاقة الأوكرانية إن الواردات ستزيد 30% بسبب الأضرار. وقدر محللون أن متطلبات استيراد الغاز ستصل إجمالاً إلى ما لا يقل عن 6.3 مليارات متر مكعب. وذكر زيلينسكي في تصريحات أدلى بها أمس الأحد في إفادة صحافية نشرت اليوم الاثنين: "نتوقع أنه في مثل هذا الموقف الصعب، يجب أن تستعد أوكرانيا للعثور على واردات غاز بقيمة ملياري دولار". وكانت تقارير إعلامية أشارت في وقت سابق إلى توقف نحو 60% من إنتاج الغاز الأوكراني بسبب الضربات الروسية الأخيرة، كما أدت الهجمات على محطات طاقة إلى قطع الكهرباء عن مئات الآلاف. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، العام الماضي، مذكرات توقيف بحق اثنين من كبار مسؤولي الجيش الروسي على خلفية الهجمات على منشآت الطاقة الأوكرانية، معتبرة أنها تُشكل "جريمة حرب" وألحقت ضرراً "مفرطاً" بالمدنيين. وطلبت كييف من حلفائها تزويدها بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي لحماية بنيتها التحتية الحيوية، كما شنت ضربات انتقامية على مصافي نفط روسية. وقال زيلينسكي، في تصريحاته المنشورة اليوم، إن أوكرانيا تستعد لإبرام عقد لشراء 25 منظومة دفاع جوي من طراز باتريوت، فيما سيشكل دعماً كبيراً لقدرات كييف على صد القصف الجوي الروسي. وأوضح زيلينسكي أنه سيجرى توريد الأنظمة سنوياً وعلى مدار عدة أعوام وأن أوكرانيا ستطلب من بعض الدول الأوروبية إعطاءها أولوية في قائمة الانتظار للحصول عليها.  وقال وزير الدفاع الأوكراني دينيس شميهال، الأربعاء الماضي، إن كييف ستحتاج إلى مساعدات عسكرية تتراوح قيمتها من 12 إلى 20 مليار دولار العام المقبل، في إطار مبادرة جديدة لحلف شمال الأطلسي تهدف إلى شراء أسلحة أميركية. بينما أشارت الحكومة الأوكرانية إلى أنها ستكون بحاجة لـ 120 مليار دولار في عام 2026 للتصدي للحرب الشاملة التي تشنها روسيا على أراضيها منذ فبراير/ شباط عام 2022.  وتعهدت ست دول؛ هي ألمانيا وكندا وهولندا والسويد والدنمارك والنرويج، بتقديم ملياري يورو (2.3 مليار دولار) من خلال ما يسمى بمبادرة قائمة المتطلبات الأوكرانية ذات الأولوية "بيرل" التي أُطلقت في أغسطس/ آب. وتوفر مبادرة "بيرل" ذخيرة أميركية الصنع وأسلحة يشتريها الحلفاء الأوروبيون وكندا ثم يتيحونها لأوكرانيا. غاز مسال أميركي وقال زيلينسكي، وفقاً لوكالة رويترز، إن أوكرانيا، المتعثرة مادياً، تجري محادثات مع حلفاء دوليين لجمع تمويل لتغطية تكلفة زيادة الواردات. وأشار إلى أن البعض على استعداد لتقديم منح، بما في ذلك حزمة إضافية من النرويج في يناير/ كانون الثاني. واستوردت أوكرانيا بالفعل نحو 500 مليون متر مكعب من الغاز المسال من الولايات المتحدة هذا العام، لكن زيلينسكي قال إن الحكومة توصلت إلى اتفاقات للحصول على كميات إضافية إذا اقتضت الحاجة. وأشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا تريد العمل مع شركات أميركية لبناء أرصفة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال في ميناء أوديسا على البحر الأسود وأن تستخدم منشآت غاز كبيرة تحت الأرض لإيصال الغاز الأميركي إلى أوروبا. وقال "من الخيارات بناء رصيف للغاز المسال في أوديسا، لكن ذلك يتطلب إجراء مفاوضات مع تركيا لضمان فتح مضيق البوسفور لهذا الغرض".  أوروبا تتجه لاستخدام الأصول الروسية المجمّدة ويناقش قادة الاتحاد الأوروبي، في قمتهم الخميس المقبل، استخدام القرض الذي ترغب في منحه لأوكرانيا عبر تحريك الأصول الروسية المجمدة، خصوصاً في شراء أسلحة من الشركات المصنعة الاوروبية. واقترحت المفوضية الأوروبية منذ الشهر الفائت، وفقاً لوكالة فرانس برس، معادلة معقدة تتيح للاتحاد الأوروبي تمويل "قرض تعويضات" لصالح أوكرانيا، بالاستناد إلى أكثر من 200 مليار يورو من أصول المصرف المركزي الروسي، جُمّدت منذ غزو أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022. وثمة حوالى 210 مليارات يورو من أصول البنك المركزي الروسي مُجمّدة في الاتحاد الأوروبي، وجزء كبير من هذه الأصول، بما يناهز 185 مليار يورو، بات مستحقاً أو سيستحق هذا العام، وبالتالي فهو متاح في صورة سيولة، وفق وثيقة للمفوضية مُقدّمة إلى بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27 الشهر الماضي. وتكمن الفكرة، وفقاً للوثيقة التي نشرتها الوكالة، في أن يستخدم الاتحاد الأوروبي قسماً من هذه الأصول لتمويل قرض بقيمة 140 مليار يورو لصالح أوكرانيا، لا تسدده كييف إلا إذا دفعت لها روسيا تعويضات الحرب. وإذا رفضت موسكو ذلك، ستبقى عقوبات الاتحاد الأوروبي سارية وستظل الأصول مجمدة. أما إذا رُفعت العقوبات من دون أن تدفع روسيا تعويضات، فسيكون على الاتحاد الأوروبي حينها سداد مستحقات يوروكلير، المؤسسة المالية التي تحتفظ بهذه الأصول الروسية البالغة قيمتها 210 مليارات، والتي يقع مقرها في بروكسل. وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الخميس الماضي، أنه سيقترح خلال قمة الاتحاد الأوروبي خطة لإقراض أوكرانيا 140 مليار يورو، مع اعتماد أصول رسمية كضمانات. وفي كلمته أمام البرلمان الألماني، دعا ميرتس إلى استخدام أصول البنك المركزي الروسي المجمدة منذ غزو فبراير/ شباط 2022، لمنح أوكرانيا "ما مجموعه 140 مليار يورو كقروض معفاة من الفوائد"، ستُستخدم حصرياً لتمويل المجهود الحربي للبلاد. وأكد في خطاب أمام مجلس النواب خُصص للقمة الأوروبية المقررة بين 22 و24 تشرين الأول/ أكتوبر أن "هذه القروض، إذا صُرفت على أقساط، ستضمن صمود الجيش الأوكراني لسنوات مقبلة إذا لزم الأمر".  روسيا تستهدف منشآت الطاقة في أوكرانيا وصعّدت روسيا ضرباتها على شبكات الكهرباء والسكك الحديد في أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة مع اقتراب فصل الشتاء، مما أثار مخاوف من استمرار الهجمات، كما في السنوات السابقة، وإغراق ملايين الأشخاص في الظلام في رابع شتاء تشهده البلاد منذ الغزو الروسي في فبراير/ شباط 2022. وانقطع التيار الكهربائي عن مناطق كثيرة الأسبوع الماضي في أعقاب هجوم وقع في وقت سابق من هذا الشهر أدى إلى قطع الكهرباء عن أكثر من مليون مستهلك. وتهدف هذه الهجمات إلى قطع أو إعاقة إمدادات الكهرباء والمياه عن السكان المدنيين مع اقتراب فصل الشتاء. كما تهدف الهجمات إلى إضعاف معنويات السكان الأوكرانيين. وقال زيلينسكي تعقيبا على الهجمات الخميس الماضي: "يستغل الروس هذا الخريف، كل يوم لضرب البنية التحتية للطاقة لدينا". واتهم موسكو موسكو بالسعي إلى "إثارة الفوضى" بين السكان من خلال قصفها الذي ألحق أضراراً أيضاً بقطاع الغاز الأوكراني. وهاجمت القوات الروسية الأحد منجم فحم في جنوب شرق أوكرانيا وموقع طاقة آخر في الشمال بالقرب من الحدود الروسية، في تصعيد جديد لسلسلة الهجمات التي نفذتها في الآونة الأخيرة على شبكة الطاقة الأوكرانية. وقالت شركة الطاقة الأوكرانية الخاصة (دي.تي.إي.كيه) إن القوات الروسية شنت هجوماً على منجم في منطقة دنيبروبيتروفسك. وأعلنت إدارة المنجم في منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية على تطبيق تليغرام: "قبل وقت قصير من بدء موسم التدفئة، وجّه العدو مرة أخرى ضربة ضد صناعة الطاقة الأوكرانية". وقالت الإدارة، وفقاً لوكالة أسوشييتد برس اليوم الاثنين، إن الحادث الأخير هو رابع هجوم واسع النطاق على منشآت الفحم التابعة للشركة في الشهرين الماضيين. وفي هجوم روسي آخر، ضُربت محطة للطاقة في قرية كوريوكيف في منطقة تشيرنيهيف في المساء. وأعلنت شركة الكهرباء الإقليمية على تليغرام أن "الضرر واسع النطاق"، وأن نحو 55 ألف شخص فقدوا إمدادات الكهرباء في البداية.  وقالت هاليانا ميناييفا؛ رئيسة بلدية تشوهويف، في منطقة خاركيف شرق أوكرانيا، على فيسبوك مساء الجمعة، إن روسيا نفذت أكثر من عشر غارات جوية. وكتبت ميناييفا أن جميع أحياء المدينة تقريباً أُصيبت بالشلل. ولم يتمكن مورّدو الطاقة من إعادة الكهرباء إلا بعد فحص مواقع الانفجارات بالكامل. وفي تشيرنيهيف، قال مورد الطاقة الإقليمي إن حوالي 17 ألف عميل أصبحوا بدون كهرباء في شمال البلاد، بعد أن هاجم الجيش الروسي منشأة للبنية التحتية في منطقة كوريوكيفكا.  وتحدث حاكم منطقة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا، إيفان فيدوروف أيضاً، عن اندلاع حرائق نتيجة للهجمات الروسية. وأضاف أنه لم يصب أحد. والخميس الماضي، شنّت روسيا ضربات على منشآت للغاز في شرق أوكرانيا، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في ثماني مناطق، في حملة قصف جديدة تزيد الضغط على شبكة الطاقة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "نفطوغاز" سيرغي كوريتسكي في بيان "هناك ضرب ودمار في مناطق مختلفة في وقت واحد. توقف تشغيل عدد من المرافق المهمة الحيوية". وأعلنت شركة تشغيل شبكة الطاقة الأوكرانية قطعاً طارئاً للتيار الكهربائي في ثماني مناطق بعد القصف الروسي الخميس. وقال سلاح الجو الأوكراني إن الهجمات استهدفت بشكل رئيسي منطقتي خاركيف في الشمال وبولتافا في الشرق، حيث قالت شركة DTEK، أكبر مزود خاص للطاقة في البلاد، إن منشأة لإنتاج الغاز أُغلقت.
بتاريخ:  2025-10-20


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.
الاكثر مشاهدة
للاعلى تشغيل / ايقاف للاسفل